تمتلك تركيا الكثير من الحرف اليدوية التى تمارس منذ الاف السنين من عهد الأمبراطورية العثمانية ، حيث كان يتخذها الناس قديما كحرفة لقضاء احتياجتهم ، ولكن هذه المشغولات اليدوية قد عكست تاريخ تركيا الغنى بالكنوز الرائعة حيث ينجذب السياح الى تلك المشغولات اليدوية وذلك يرجع الى ما تتميز به هذه المشغولات من حرفية وفن وذوق راقى فهى أفضل بكثير عن أى مشغولات مصنوعة عن طريق الأجهزة الحديثة فهى تحمل فن وذوق عالى وتثبت جدارتها أمامها . والان سنتعرف على أهم وأشهر الفنون اليدوية في تركيا فتابعو معنا .
الفنون اليدوية في تركيا
تعتبر مهنة التطريز واحدة من أقدم المهن اليدوية فى تركيا حيث انتقلت هذه المهنه من بلاد القوقاز الى الأناضول ، فهى مهنة لا غنى عنها حيث يستخدم الذهب والفضة فى التطريز فتعطى لها شكلا مميزا وهذه الاشياء لا غنى عنها بالنسبة للنساء وخاصة العرائس والفتيات المقبلات على الزواج حيث يستخدم فى كل شئ من مفروشات الى ملابس وغير ذلك. بالاضافة الى صنع الأقراط والأساور . تنتشر مهنة التطريز فى مدينة طرابزون التى تقع شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود وتعد هذه المدينة من أكثر المدن التي تشتهر بالصناعات اليدوية . ولكن تعد هذه المهنة واحدة من أصعب المهن حيث تحتاج الى شخص لديه حس وذوق فنى راقى .
التطريز
يرجع تاريخ صناعة السجاد والكليم الى الاف السنين فالأتراك هم من البدو الرحل في الأصل لذلك كانت صناعة السجاد والكليم ضرورية لصنع خيامهم ، حيث كانت ومازالت جزءا هاما من ثقافتهم . فهى مهنة تقليدية حرفية تقوم بها النساء الاتراك حيث يتم صنع سجاد مميز الشكل وفريد من نوعه ، وتعكس كل سجاد شخصية صاحبه فهو يحتاج الى حس فنى لصنعه بأشكال وألوان مبهجة ومميزة فلكل شكل معنى ودلالة خاصة ، فمنها ما يرمز الى الحب ومنها ما يرمز الى السلام ومنها يدل على تميمة لمنع الحسد . ويمكن صناعة السجاد من الصوف والحرير والقطن كما يمكن صباغته بالألوان الطبيعية أو الألوان الصناعية حيث تعد الاصباغ الطبيعية أفضل من الأصباغ الصناعية . فاذا قررت شراء سجادة تركية فان التاجر يكون سعيدا جدا وهو يشرح لك معنى رموز السجاد ويعرفك على تاريخ هذا السجاد المميز . وتعد مدينة Hereke من أشهر المدن فى صناعة السجاد وكذلك مدينة غازى غنتاب .
صناعة السجاد والكليم
يعد الفن العثماني والإسلامي التركي واحد من أهم أجزاء الثقافة فى تركيا التي لا تزال تصنع في العديد من بلاد تركيا . ولقد تأثر الفن العثمانى من قبل الاسلام حيث تم العثور على مصاحف الدين الاسلامى مكتوبة بخط اليد بطريقة احترافية وأسلوب منمق ، كما تأثرت الامبراطورية العثمانية بالعمارة البيزنطية حيث اثرت فى شكل المساجد . ولقد كثر في العهد العثمانى بناء الحانات والمساجد والتكايا وشيد الأغنياء في القرنين السابع عشر والثامن عشر كثيرا من القصور والبيوت الأنيقة المزينة بالزخارف والنقوش البديعة بالاضافة الى الخزف العثماني وأواني المائدة التي تميزت بنقوشها وزخارفها بالرسوم النباتية، وبالألوان المحدودة المقتصرة على اللونين الأخضر والأزرق، فضلا عن اللون البرتقالي الذي كان مفضلا عند الأتراك. كما صنع فى العهد العثمانى السجاد والكليم والحجارة والسيراميك، والفضة، والنحاس، والأشياء الخشبية والحلي، وكذلك المخطوطات .
الفن العثمانى والاسلامى فى تركيا
يرجع تاريخ الخزف التركى الى عهد الامبراطورية العثمانية حيث زينت به جدران المساجد والمنازل فى العهد العثمانى ، يتميز فن الخزف بأشكاله المميزة والوانه المبهجة ونقوشاته التى تزينها الورود وزهور التوليب وترمز زهرة التوليب الى الله عز وجل لذلك كثرت الزينة بهذه الزهرة فى العهد العثمانى والقرنفل حيث يرمز هو الاخر الى الدراويش ، يمنح الخزف الناس الطاقة الايجابية عند النظر اليه او لمسه . حيث يعكس الخزف التركى عن حساسيه المجتمعات وعن ثقافة البلد والمعتقدات الدينية والعلاقات داخل المجتمع . وتعد مدينة كوتاهيه فى تركيا مركزا لهذا الفن العثمانى المميز والفريد من نوعه .
فن الخزف التركى
لا ينتهى الحديث عن الفنون اليدوية في تركيا وما تتميز به من مشغولات مميزة ، لذلك نتمنى لكم زيارة تركيا ورؤية هذه المشغولات اليدوية الجميلة وشراء الهدايا للأصدقاء .
